تحية طيبة
أريد أن أطلعكم على هذا الاقتباس من كتاب "محنتي مع القرآن" بيد عباس عبد النور:
فقد سئل النبي عن الأهلة . أي اختلاف أوجه القمر من يوم الي آخر . وبدلا من أن يفسر لهم ذلك علي قدر عقولهم – ولو فعل لكان ذلك منه اعجازا حقيقيا – فقد تهرب من الجواب الذي كانوا يتشوقون الي سماعه من الذي خلق الأهلة ليتلقوا منه جوابا مخيبا للآمال يعرفه الصغير والكبير:
" يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج "
يا للجواب المذهل الخارق ! خلق الله الأهلة للناس ليعلموا بها أوقات زرعهم ومتاجرهم وعدة نسائهم وصيامهم وافطارهم وحجهم الي بيته الحرام. كما يقول المفسرون ! حسنا . فان صح ذلك فما عسانا يا تري نفسر اختلاف أوجه القمر- بل حتي الأقمار – في المريخ والمشتري وزحل وغيرها من الكواكب الأخري؟ هل هناك بشر مثلنا في هذه الكواكب يحجون الي الكعبة المشرفة ولهم اهتمامات ومصالح كما لنا . ونساء كنسائنا يحضن ويطهرن من الحيض استعدادا للصلاة والصوم؟
والحق أن أسوأ أنواع التوقيت هو التوقيت القمري الذي ابتلينا به والذي أحدث فينا شرخا لا أمل في رأبه .فضلا عن أن هذا الجواب فيه توكيد صارخ لمركزية الأرض في العالم : شمس واحدة وقمر واحد . وعبادات ومناسك واحدة . وهكذا صرفهم القرآن عما يطلبون الي ما لم يخطر ببالهم أن يطلبوا . وعن معرفة ما لا يعرفون الي ما يعرفون !